فى
فترة الاستعداد للامتحان، يصبح هدفنا الأول كطلبة، استيعاب المواد الدراسية، بصورة تسمح لنا بمواجهة موقف الامتحان فى ثقة.
ونلاحظ انه بالنسبة للطالب الذى
أنهى المرحلة الثانوية، ليس ثمة شك
فى قدرته على الاستيعاب، لأنه
قد تم التأكد من ذلك بنجاحه فى
المراحل السابقة. المهم إذن هو توظيف تلك القدرة بأفضل صورة، فى
لفترة المتبقية من العام الدراسى، وهذا
ما نود مناقشته:
أولاً : أن تكون لديك الرغبة أو الدافع :
إن بإرادتك واهتمامك واقتناعك بأهمية التعليم خطوة أولى ضرورية.
إن التعلم والنجاح فيه، هو المتوقع منك ما دمت طالباً، أذكر لنفسك أثر التعليم فى تحديد قيمتك كإنسان، وكذلك فى تحديد دورك الاجتماعى، فى تشكيل قدرتك على التفاعل مع الناس، ونوعية الوسط الذى ستكون مقبولا فيه، وأيضاً فى مدى احترامك لذاتك، ولا تنسى أن السعى نحو الكمال وصية إلهية.
ثانياً : تذكر أن هناك ارتباطاً واضحاً بين كمية الوقت الذى تعطيه للدراسة وكمية التحصيل :
ولذلك عليك أن تبعد المؤثرات الداخلية والخارجية، التى تشتت انتباهك، فالأصوات المرتفعة، التليفزيون المفتوح، الزوار، المكالمات التليفونية الطويلة، كلها تستهلك وقتك، وطاقتك، وعلى كل فالإرادة الصادقة تنتصر على معظم التشويشات البسيطة، مثل أصوات الطريق، أو الحديث فى حجرة مجاورة.
ثالثاً : ضع اهتمامك، وركز انتباهك، فى الموضوعات التى تدرسها :
وليس على نفسك أو مشاعرك أو إدراكك لأن ذلك يبدد الكثير من طاقتك الذهنية.
رابعاً : يظن البعض أن الملل هو سبب عدم الإنتاجية :
ولكن الدراسات النفسية الدقيقة أوضحت إنه فى كثير من الأحيان يكون الملل نتيجة لإحساس المرء بالفشل أو عدم القدرة على التقدم بعبارات مثل "لا فائدة" أو "اليوم ضاع على الفاضى" تكون هى السبب الحقيقى للملل.
يحسن أن تتذكر ما أنجزته طول الأسبوع مثلاً فتتشجع، ولا تقف متحسراً على يوم واحد ثماره محدودة..
خامساً : أقتحم المواد أو الفروع الصعبة :
فرحلة الألف ميل تبدأ بالخطوة الأولى.
إن التركيز على علوم وإهمال أخرى، يؤدى بمضى الوقت إلى الخوف من
المواد المهملة ويثقل على نفس
الفرد إحساسه بالكم المتراكم. ابدأ يومك
أو أمسيتك، وأنت فى كامل حيويتك،
بتلك الموضوعات التى تخشاها أو
لا تستلطفها.
سادساً : فى بدء دراستك لموضوع معين يجب أن تخصص معظم الوقت للفهم والاستيعاب :
عند المراجعة يجب أن يخصص معظم الوقت للتسميع أو إجبار النفس على التذكر، وإذا لاحظت أن بعض الأجزاء
لا يمكنك تسميعها تنتقل إلى غيرها ثم تعود إليها، وفى النهاية يمكنك الرجوع للكتاب للتأكد من صحة معلوماتك. فى المراجعة النهائية يخصص حتى 80% من الوقت للتسميع.
قد يجد الطالب أن طريقة التسميع
هذه مجهدة جداً أو معطلة، ويفضل
عليها القراءة المتصلة، المسترسلة
لفترات أكثر من مرة، وذلك هروباً
من الالتزام بالتسميع، ولكنها فى
الحقيقة هى الضمان، لأننا قد استوعبنا
ما قرأناه، وكذلك لعدم الوقوع فى
الخطأ، كما أنها تساعد على تناقص
الوقت الضائع فى "السرحان"، ووسيلة طيبة للانتصار على السطحية فى الدراسة.
سابعاً : حدد لنفسك مستوى معيناً من الإتقان وقدراً محدداً من الإنجاز لكل فترة زمنية :
على سبيل المثال خمسون صفحة من مادة معينة، أعمل على أن تتزايد الكميات تدريجياً كلما قاربت نهاية العام.
أسمح لنفسك بشئ من التغيير بعد كل إنجاز، كأن تتمشى، أو تسمع جزء من شريط، أو تقرأ مقالة فى جريدة، أو مكالمة لصديق..
ولا تنس أن التحصيل هدف طبيعى، وأن الإنسان يسعى للمعرفة، لا تجعل من الجلسة إلى الكتب "مأساة".
ثامناً : الوجود وسط المجموعة عامل مساعد إذا كنت سريع الملل :
كثير الحركة، ولا تستمر فى الاستذكار فترات طويلة، قد يكون من المفيد لك أن تستذكر مع آخرين من زملائك، على أن يعمل كل منكم على انفراد.
الاستذكار فردى وسط مجموعة علماً بان هذا يختلف تماماً عن الاستذكار تحت رقابة الوالدين أو الأخ الأكبر. فهو فى كثير من الأحيان يؤدى إلى نوع من المظهرية أو الدراسة السطحية دون عمق، فيعطى نتائج عكسية.
تاسعاً : فترات الراحة مفيدة للغاية بعد الجهد الكبير :
وكذلك فى حالات مواجهة مشكلات معقدة تبدو مستعصية على الحل. اتركها فترة قصيرة ثم ارجع إليها، كثير من العلماء والمخترعين والمبتكرين، أوضحوا أنهم بعد التوصل لمرحلة متقدمة عادة يتركون المشكلة لفترة محدودة وكأنها تختمر ثم يعودون إليها، وأن ذلك كان له اثر فعال فى حل المشكلات المعقدة.
عاشراً : درب نفسك على موقف الامتحان :
بالدخول الفعلى فى الامتحانات، وحل أسئلتها مقيداً نفسك بزمن محدد، ثم قيم النتيجة.
إن شعورك بدخول امتحان "ولو للتجربة فى البيت" يدفعك إلى عدم التراخى فى الحفظ وإلى بذل كل الجهد للتذكر.
إن محاولة الفرد للتفوق على نفسه، تجعله يسعى للتحسن فى كل مرة عن السابقة، إن الإحساس باحتمال الفشل أو هبوط المستوى، يمثل تحدياً يدفعك لأن تتخطاه.
إن حل الامتحانات يزيل رهبة الامتحانات.
الحادى عشر : لا تهمل حياتك الروحية ولا جسمك :
داوم على صلواتك وقراءتك للكتاب المقدس، فهى مجددة للثقة والأمان فى يدى الله، القائل لك "لا تخف" تذكر أن العقل السليم فى الجسم السليم، نظم أوقات نومك ونوعية غذائك.
والرب معك